كيف نحب

للحب محددات: الإنجذاب الجسدي، التقرب، التشابه والألفة، التناقض والإختلاف.

v    أول وأوضح محدد للحب هو الإنجذاب الجسدى attractiveness

البعض لا يضعه شرطًا أساسيًا، فهم يعلون من صفات آخرى كالكرم أو الذكاء والمهارات الاجتماعية. لكن هناك دراسة -حول أهم سمات الشخصية للأفراد فى اللقاء الأول والمواعيد التالية- أشارت إلى أهمية الإنجذاب الجسدى أكثر من الذكاء والمهارات الاجتماعية. والجاذبية شئ مهم فى تحديد اللقاء الأول فاحترام الآخرين للفرد يزيد عندما يحدد لقاء مع شخص أكثر جاذبية.
ومع ذلك تصبح أقل اهمية عندما يتم اختيار رفيق دائم، هنا يظهر في وضوح صفات مثل الذكاء...إلخ، وفى النهاية يصبح الرفقاء متساويين فى الجاذبية الجسدية.
والانجذاب الجسدي مفهوم غير مباشر، بل هو خاضع للمحددات الثقافية التى تختلف من مكان لآخر. على سبيل المثال، فى المجتمع الغربي من سنة 1950 إلى أواخر القرن العشرين سيطرت النظرة الشكلية عل الانجذاب بين المرأة والرجل.
ونجد أن هناك فروقا بين الجنسيين فى الإهتمام بالمظهر الخارجى فالنساء أقل اهتمامًا بالمظهر الخارجى عن الرجال، وقد يرجع هذا تطبيع المجتمع لأفراده وتحديده للأدوار المنوطة بالجنسين، فمن المفترض أن تبقلى النساء أصغر سنًا وأكثر جاذبية فى حين يبدو الرجال أكثر نضجًا، وهذا يبدو واضحًا فى مرحلة المراهقة. كل هذا ناتج عن التعلم الاجتماعي وتمثيل الأدوار الاجتماعية. بينما الإثارة الفسيولوجية لا تخضع مباشرة للمحددات الثقافية، وكما هو فى المثال الأول، فإن الاستثارة الفسيولوجية لأى نوع من الرجال تجعله أكثر استجابة جنسيًا للمرأة الجذابة وأقل استثارة مع المرأة غير الجذابة . وفى إحدى الدراسات الميدانية الذكية التى تشمل سيدة صغيرة وجذابة توقف الرجال لتسئلهم بعض الأسئلة الاستطلاعية وكان هذا يتم إما فى جسر مرتفع أو منخفض، ووجد أن الرجال على الجسر المرتفع قاموا بالاتصال على المرأة ليطلبوا منها موعد. وهناك تفسيرات كثيرة لهذا منها عزو الإثارة لديه لوجود السيدة، ومن جانب آخر قد يكون نقل الاثاره أو حتى تيسير أحد أنواع الاستجابة هو السبب الآخر. يجب الأخذ في الاعتبار أن التأثر لكل من الرجال والنساء، إما للحفاظ على حالة تأهب أو ما يمكن أن يحدث لهم.

v    ثاني محددات الحب هو التقرب proximity

فبمجرد التقرب من أشخاص آخرين يزداد حبنا لهم وهذا أحد الأسباب التى تجعل من التقرب مهما. وكلما اقتربنا من اشخاص آخرين جسديًا نحب أن نراهم كثيرًا وكذلك هم. قد تكون هذ قاعدة "عندما تكون مهتمًا بشخص عليك التواجد بالقرب منه"، لكن هذه القاعدة ليست مطلقة.

v    ثالثها هو التشابه Similarity

قد يكون التشابه فى العرق أو الدين أو الطبقة الاجتماعية أو المستوى الدراسى دافعًا لإنجذاب الأشخاص نحو بعضهم ، فنحن نحب الأشخاص بناءً على درجة تشابههم مع شخصياتنا. عندما يصبح الحب عشق أو يتطور للإلتزام بالشريك أو الزواج
يصبح التشابه فى أنشطة الحياة اليومية شيء مهم، وذلك لأن المعايير والمواقف الاجتماعية تميل للتوفيق بين الأخاص المتشابهين.

v    ورابعها الإنجذاب بين الأضداد opposites attract

فإذا كان الشخص هادئ الطباع هو ينجذب لشخص أكثر تحرراً. فهذه نظرية تقوم على الانجذاب المتبادل بين الأضداد، لكن هذا لا يعنى أن العلاقات الوثيقة لا تُعنى بالأشياء المشتركة بين الطرفين، فالحب ليس شيئًا جاهزًا وفورياً بل هو يتطور وينمو مع الوقت. وفى النهاية إن كنت تريد ان يحبك الناس بغض النظر عن الطريقة التى تتصرف بها، فمن المهم أن تقضى وقت كثير بقدر الإمكان قريبًا ممن يشبهك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة بتصرف وتزيد كبير جدًا من عندي "كتاب Applying Psychology to Everyday Life" - الفصل السادس Social life: forming and maintaining relationships.......

تعليقات

المشاركات الشائعة

د. فاروق مصطفى جبريل

معلم علم نفس، وباحث متخصص في علم النفس والصحة النفسية