علم النفس الإيجابي

مارتن سيلجمان أحد منظرى هذا العلم حاول محاولات دؤوبة هو ومجموعة آخرى من علماء النفس ممن كان لديهم تحفظات كثيرة على علم النفس بفروعه التقليدية الغارقة في التركيز على الكشف عن جوانب القصور والضعف في الشخصية الإنسانية. ولذلك تبني المنظور الباثولوجي لإدخال علم النفس الإيجابي ضمن فروع علم النفس المعتمدة بهذه الجمعية.
فمارتن سيلجمان يؤكد أن هدف علم النفس الإيجابى فى أجل صوره هو بلورة التغيير فى علم النفس من الاستغراق التام فقط فى علاج أو إصلاح الأشياء الأسوأ فى حياة البشر إلى العمل أيضًا على تمكين وتأسيس كل ما من شأنه تدشين وخلق أفضل الخصائص أو السجايا فى الإنسان ليصبح متفوقًا وكفؤًا فى معظم سياقات الحياة كالعمل والتربية والإبداع والنو والارتقاء.
علم النفس الإيجابى مظلة لدراسة المشاعر والصفات الشخصيةالإيجابية (القوى الإنسانية) والقوة والفضيلة وبناء ما هو حق. والهدف من نتائج بحوث علم النفس الإيجابى هو استكمال البحوث عن الإنسان بشكل متكامل وليس التركيز على المعاناة  والضعف والإضطراب البشرى فقط، بل والتوصل إلى أفضل المناهج العلمية التى تعالج سلوكيات الإنسان المعقدة الفريدة والمتنوعة. فلابد من التمييز بين التدخلات لعلاج الإضطراب وبين التدخلات التى تزيد من السعادة.
وبناء على دعوة مارتن سيلجمان أكدت ليزا اسبينول وأرسولا ستودينجر أن عدد العلماء الدارسين لعم النفس الإيجابى أو الجوانب النفسية الإيجابية لجودة الحياة والصحة قد تزايد. وأن أى علم فى بداياته وضع مجموعة من المسارات الأساسية لترسيخ مفاهيم هذا العلم.
تعريف علم النفس الإيجابى Positive Psychology:
يحدد سيلجمان  موضوعات علم النفس الإيجابى فى ثلاث مستويات، وهم المستوى الذاتى (الخبرة الذاتية الإيجابية) والمستوى الفردى (السمات الشخصية للإيجابية) والمستوى الجماعى (الفضائل ومؤسسات التنشئة الاجتماعية).
·        الخبرة الذاتية الإيجابية: الرفاهية الشخصية والسعادة والتدفق والسرور والتفاؤل والأمل.
·        السمات الشخصية للإيجابية: القدرة على الحب والعمل والجسارة والجرأة والشجاعة ومهارات العلاقات الشخصية والحس والذوق الجمالى والمثابرة والانفتاح والأصالة والتطلع والانفتاح العقلى والموهبة العالية والحكمة.
·        الفضائل ومؤسسات التنشئة الاجتماعية: التى تدفع الأفراد نحو المواطنة والمسئولية والتواد مع الآخرين والاهتمام بهم والإيثار وأخلاقيات العمل والتحمل.
وتعرفه بارك بأنه دراسة كافة مكامن القوة لدى البشر، ودراسة كل ما من شأنه وقاية البشر من الوقوع في براثن الاضطرابات النفسية والسلوكية، وإضافة إلى دراسة كل العوامل الفردية، والاجتماعية، والمجتمعية التي تجعل الحياة الإنسانية جديرة بأن ُتعاش
كما أن سيلجمان يحدده  بالمخطط العام للقوى والفضائل الشخصية (CSV:  Character Strengths and Virtues)  يعتمد على ستة فضائل سامية تقريبا موجودة فى كل الثقافات حول العالم؛ وهى: الحكمة (التفكير الناقد، حب الاستطلاع، الاهتمام وحب العلم، انفتاح العقل، الذكاء العملى، الإبداع والبراعة، القدرة على رؤية الأشياء وفقًا لعلاقتها الصحيحة) والشجاعة (البسالة، وبذل الجهد، المثابرة، التكامل، الأمانة، الأصالة، الحماس، الحيوية) والإنسانية (الانتماء، الرحمة، الكرم، الذكاء الاجتماعى والوجدانى، الرعاية) والعدل (المواطنة، الولاء، المساواة، البعد عن التحيز، القيادة) والزهد (التسامح، الرحمة، ضبط الذات، تنظيم الذات، البساطة، الحذر، الحصافة) والتسامى (تقدير الجمال والتميز، خشية الله، الدهشة، التأمل التفاؤل، التفكير المستقبلى، الشعور بالهدف، حس الدعابة، النزعة الدينية والروحية).  تحت كل فضيلة من هؤلاء، حددنا نقاط القوة الخاصة التي تستوفي المعايير التالية:
·        الانتشار – أن يكون معترفًا بها على نطاق واسع عبر الثقافات المختلفة.
·         التحقيق - يسهم في تحقيق الفردية، ورضا، ويفسر على نطاق واسع السعادة.
·         قيمتها من الناحية الأخلاقية - تبلغ قيمة في حد ذاتها وليس وسيلة لتحقيق غاية
·         لا يقلل من الآخرين - يرتقى بالآخرين الذين يشهدون له، وتنتج عن الإعجاب، وليس الغيرة.
·         سمة مثل – الأخذ فى الاعتبار الفروق الفردية مع الثبات والعمومية.
·         قابلة للقياس - تم قياس بنجاح من قبل الباحثين.
·         التميز - ليست زائدة عن الحاجة (من الناحية المفاهيمية أو تجريبيًا).
·         تشكل نموذجا - بتجسد لافت للنظر في بعض الأفراد.
·         المعجزات - تظهر بشكل مبكر النضوج من قبل بعض الأطفال أو الشباب.
·         المؤسسات الاجتماعية - هدف متعمد للممارسات والطقوس المجتمعية التي تحاول غرسها.
وتعرفه جابل وهيدت  علم النفس الإيجابي بأنه الدراسة العلمية الموضوعية للظروف والعمليات التي تسهم في ازدهار أو رفاهية وتمكين الأفراد، والجماعات، والمؤسسات من الأداء الوظيفي الفعال أو المثالي.
ويعرفه محمد الطيب وسيد البهاص بأنه اتجاه حديث يهتم بدراسة الجوانب الإيجابية للشخصية الإنسانية وتفعيل دور السواء النفسى فى مواجهة الضغوط الحياتية بأنواعها وصولًا إلى سعادة الفرد ورقى المجتمع.

يعرفه سينوت بأنه دراسة علمية لكافة الجوانب الإنسانية التي تعزز النوعية الإيجابية من الخبرة التى نمتلكها، على سبيل المثال الأمل، والفرح، والمرونة، والتكيف، والقيم الروحية، والشجاعة، والتعاون، وقبول التنوع، والجودة في مكان العمل، تعزيز النظم الاقتصادية، تغيرات الدماغ  المتعلقة بالخوف مقابل الفرح، وتكوين الشخصية، وإيجاد معنى للشخصية الثقافية.

تعليقات

المشاركات الشائعة

د. فاروق مصطفى جبريل

معلم علم نفس، وباحث متخصص في علم النفس والصحة النفسية