اضطراب الهوية الجنسية

اضطراب الهوية الجنسية*

Gender Identity Disorders


يعرف كل شخص منذ ولادته كونه ذكرا أو أنثى، وهذا ما يشكل ركيزة نشاطه الجنسي كإنسان، كما يمثل الرؤية المحققة لديه بخصوص حياته الجنسية، بالإضافة إلى الطريقة التي يعبر من خلالها عن علاقاته مع الآخرين.
والهوية الجنسية في الواقع أحد ثلاثة مظاهر مميزة للنشاط الجنسي، وتتميز بالمرونة والتطور مع الوقت، وهذه المظاهر هي:
1-  الهوية الجنسية.
2-  التوجه الجنسي التفضيل أو الانجذاب الجنسي نحو الجنس أو الجنس الآخر.
3-  الممارسات الجنسية، نمط الممارسة الجنسية.
والهوية الجنسية عملية معقدة تبدأ من الحمل وتنتهي بالخبرات الحياتية التي يعيشها الفرد خلال حياته.
ومصطلح الهوية الجنسية Gender Identity يتجاوز الجنس البيولوجي الذي تحدده الأعضاء التناسلية الخارجية إلى الأدوار الاجتماعية والثقافية المنسوبة لكل منهم تبعًا للجنس الذي يولدون به.
ومن ثم تتحدد الهوية الجنسية للفرد بناء على التركيب البيولوجي للجسم والذي يتحدد بالتكوين الجيني X or Y ونشاط الغدد الصماء، وبناء على التكوين النفسي وهي صورة الذات كما يستقبلها صاحبها ذكرًا أو أنثى وهي تتأثر بالبيئة المحيطة وطريقة التربية.
والفروق السيكولوجية بين الجنسين ترجع إلى:
العوامل الفسيولوجية وهي المسئولة عن نوع الفروق في الشكل والحجم مثلًا، وكذا العوامل الاجتماعية الثقافية وهي المسئولة عن غير ذلك من السمات التي توجد لدى الجنسين، ولذلك يرى البعض أن العوامل الاجتماعية والثقافية لها دور أكبر من العوامل البيولوجية في إحداث الفروق السيكولوجية بين الجنسين حيث أنها المسئولة عن اختلاف أدوار كل من الذكور والإناث في كل مجتمع ومن وقت لآخر.
ولذلك يمكن القول بأن الجنس شيئا فطريًا، والدور الجنسي شيئًا متعلمًا وناتج عملية التعلم هذه تحقيق الهوية الجنسية للفرد وتحقيق النمط البيولوجي للفرد والذي يظهر بطريقة أو بأخرى أثناء تفاعله مع البيئة من حوله، كما أن بروز مجموعة السمات التي تتعلق بجنس معين لدى الفرد تجعله ينتمي سيكولوجيا إلى هذا الجنس أو ذاك.
ولكن قد يحدث أثناء عملية تعلم الدور الجنسي أن يتعلم الفرد خليطًا من السمات الذكورية والأنثوية، ونجد أن بعض الأطفال يبرزون تصرفات تشير إلى تعارض بين جنسهم البيولوجي وهويتهم الجنسية، ويعبرون عن رغبة شديدة أو اعتقاد بأنهم من الجنس الآخر، ويظهرون نشاطات متعلقة بالجنس الآخر، وتقل هذه النشاطات مع تقدمهم في العمر، ولكن هناك منهم من يبقون في هذه الحالة مع اقترانها بمشاكل أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب "سيكولوجية الطفولة ومشكلاتها" لـــ "مصطفى جبريل"

تعليقات

المشاركات الشائعة

د. فاروق مصطفى جبريل

معلم علم نفس، وباحث متخصص في علم النفس والصحة النفسية