الذكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديمية
أَدَوَات اَلذَّكَاءِ اَلِاصْطِنَاعِيِّ لِكِتَابَةِ أَكَادِيمِيَّةٍ مُثْلَى بِاللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ
هناك عصور سحيقة كان يضطر فيها الباحث أن يتكلف المشاق ويتحمل الصعاب، ويظل جالسًا في مكتبة ما بالساعات والأيام بحثًا عن أحدث الكتب والمجلات العلمية المتخصصة. إلى أن دخل الإنترنت بتطبيقاته في مصر وأصبحت استخداماته لا يُسْتَغْنَى عنها في كافة الخدمات، ولا سيما في البحث العلمي.
وفي غضون سنوات قليلة من تطور التطبيقات التكنولوجية
المعتمدة على الذكاء الاصطناعي؛ أصبح من الممكن أن يستغني الباحث عن المكتبات في
الواقع ليستبدلها بالمكتبات الافتراضية مثل Google Books، ومحركات بحث مخصصة تمتلك إمكانية الوصول
لأكبر قواعد البيانات البحثية العالمية مثل بنك المعرفة EKB.
لكن ما هو الذكاء الاصطناعي؟ يعرفه هارون الشيخ وآخرون [1]"بالأنظمة
التي تظهر سلوكًا ذكيًا عن طريق تحليل بيئتها واتخاذ إجراءات- بدرجة ما من
الاستقلالية- لتحقيق أهداف محددة".
وبهذا التعريف يصبح الذكاء الاصطناعي بشرًا، لا يحاكي
سلوك الإنسان فحسب بل قادر على التكيف مع البيئة التي تحيط به وتطوير سلوكه وتحديد
أهدافه أو تبديلها. فالتعريف يحدد الذكاء الاصطناعي بأنه "أنظمة تظهر سلوكًا
ذكيًا"، وهذا يعني أنها قادرة على استخدام الذكاء والتفكير المشابه للإنسان
في معالجة المعلومات واتخاذ القرارات. وتُحقق هذا السلوك الذكي من خلال
"تحليل بيئتها"، أي قدرة الأنظمة الذكية على فهم واستيعاب المعلومات
والبيانات المتاحة في البيئة التي تعمل فيها. وعندما يتعرف النظام الذكي على
معلومات جديدة أو يواجه تحديات أو مشكلات، فإنه يتخذ "إجراءات" للتعامل
مع تلك المواقف وحل المشكلات المطروحة. ويتم ذلك "بدرجة ما من الاستقلالية"،
أي أن الأنظمة الذكية قادرة على اتخاذ القرارات والعمل على نحو ذاتي دون تدخل بشري
مستمر. ويشير التعريف أيضًا بإمكانية "تحقيق أهداف محددة"، وهذا يعني أن
الذكاء الاصطناعي يستخدم لتحقيق أهداف محددة ومتنوعة، سواء كانت ذات صلة بالأعمال
التجارية أو العلوم أو الطب أو غيرها. وتتضمن هذه الأهداف إيجاد حلول للمشكلات
المعقدة، وتحسين الكفاءة والأداء، وتحقيق التنبؤ والتحليل الدقيق، وتعزيز التفاعل
والتفاعل مع البيئة المحيطة.
وعلى الرغم من ذلك، لا تعبر التطبيقات المتاحة للذكاء
الاصطناعي عن هذا التعريف الثوري؛ فالمتاح منها سواء أكان مدفوعًا أم مجانيًا ليس
بشمولية هذا التعريف. وربما يرجع هذا إلى الإجراءات التسويقية لهذه الخدمات، أو
إلى الحكومات/ الدول التي تريد كبح جماح شركات التكنولوجيا التي تمثل خطرًا على
النظام السياسي العالمي الحالي.
وللأسف الشديد لم نعد أنفسنا في دول العالم الثالث لمواجهة
هذه الثورة الآلية؛ فما زلنا نبحث_كعرب_كيف
نثري المحتوى العربي على الإنترنت؟ بل نحن نستجدي الأدوات والبرامج التكنولوجية،
نعم ما زلنا في طور الأمية التكنولوجية بل والمعرفية بصفة عامة!
ولنعود إلى موضوع المقالة الأصلي أدوات الذكاء الاصطناعي
التي يمكن استخدامها للكتابة الأكاديمية باللغة العربية. فيما يلي مجموعة متنوعة
من هذه الأدوات:
(1) Chat GPT3: من إنتاج شركة Open AI يمكن استخدامه لإجراء
محادثات وتوليد النصوص. حيث يمكن للأشخاص طرح الأسئلة أو طلب المعلومات والحصول
على إجابات عن طريق التواصل مع النموذج. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أنه ليس أداة دقيقة،
بل هو نموذج لغوي عام يمكن استخدامه لأغراض متنوعة.
(2) Bing AI: محرك بحث من شركة Microsoft يستخدم مجموعة متنوعة من
التقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة البحث وتوفير نتائج أكثر دقة
وتخصيصًا للمستخدم. ومن
مميزاته التعامل باللغة العربية صوتًا وكتابة، وتوليد الصور،
وقادر على التوثيق المرجعي إلى حد ما.
(3) Bard AI: ذكاء اصطناعي من شركة GOOGLE بنفس
المميزات السابقة، لكنه لا يتعامل بالعربية إلا أنه يعد أكثر دقة.
وتتيح
لك هذه الأدوات السابقة إمكانية توليد بعض الأفكار والنصوص المرتبطة بموضوع البحث،
كذلك تستطيع الأداة الأولى والثانية ترجمة النصوص بأي لغة إلى العربية بدقة عالية.
إلا أن هذه النصوص المولدة يجب مراجعتها بدقة شديدة خاصة الدراسات والمراجع التي
قد تطلبها من هذه الأدوات. وتستطيع أن تزيد من دقتها عندما تستخدم معها أدوات أخرى
قائمة على الذكاء الاصطناعي لأغراض محددة مثل:
(1) Scinapse Scholar
Google &: محرك بحث
علمي عبر الإنترنت يهدف إلى تسهيل الوصول إلى الأبحاث العلمية والمقالات
الأكاديمية. ويوفر الموقع واجهة بحث متقدمة تمكن الباحثين والطلاب والمهتمين
بالعلوم من البحث عن المقالات العلمية المنشورة في مجموعة واسعة من المجلات
الأكاديمية.
(2) Perplexity & Consensus: موقعان
يستخدمان تقنية الذكاء الاصطناعي لتوليد نتائج بحث أكثر دقة من محركات البحث
التقليدية. يمكنهما أن يؤديا مجموعة واسعة من مهام معالجات اللغات المختلفة من
بينها العربية، بما في ذلك الإجابة على الأسئلة، وتوليد النصوص، وفهمها.
(3)ExplainPaper & ChatPdf: تهدف هذه
الأدوات إلى التعامل مع النصوص وتلخيصها وتسهيل فهم المحتوى العلمي المعقد وتوفير
معلومات مفيدة ومبسطة للقراء. لا يتعاملان مع الملفات باللغة العربية، لكنهما
يستخدمان اللغة العربية في الحوار والرد على مختلف الأسئلة.
(4)GOOGLE DRIVE: يعالج الصور من أي ملف باللغة العربية،
ويحولها إلى نص مقروء ودقيق إلى حد ما.
(5) Firefly
Adobe: تحويل النص إلى صورة بدقة فوق المقبولة.
(6) لسان و صخر: وهما من أفضل الأدوات التي تراجع
الأخطاء الإملائية والنحوية باللغة العربية.
وعلى الرغم من أن هذه الأدوات ثورية، فنحن لن ننتظر طويلًا حتى نرى أدوات تولد مقالات كاملة بمراجع حقيقية موثوق منها. لأن هذه الأدوات بمثابة الحجر في المياه أو الزلزال ذي التوابع اللانهائية المميتة!
[1] Sheikh, H.,
Prins, C., & Schrijvers, E. (2023). Artificial Intelligence: Definition and
Background. In Mission AI: The New System Technology (pp. 15-41). Cham:
Springer International Publishing.
Unselectable text
Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum has been the industry's standard dummy text ever since the 1500s, when an unknown printer took a galley of type and scrambled it to make a type specimen book. It has survived not only five centuries, but also the leap into electronic typesetting, remaining essentially unchanged.
تعليقات
إرسال تعليق
تستطيع أن تدلى بدلوك